جُنُونٌ
جُنّ الوقتُ
ومَضَى فِي
عُمْقِ الأَقَاليمِ العطْشَى
أَصوَاتُ المطَرِ
فِي الخَارجِ
حَديثُ ظَمَآنَ
عَنْ حتْميّةِ الارتِوَاءِ..
لمْ يبقَ فِي
ذَاكرَةِ المطَرِ
يا سَيّدتِي
سِوَى شتَاءٍ وَاحدٍ
وبَعْضُ الجَفَافِ
المَشْرُوطِ بالغِيابِ …
جُنَّ الوَقْتُ
فتدفّقَ المَاءُ
بِكُلِّ الحَكَايا
إِلى نهرٍ قرِيبٍ ..
والنَّبْعُ مُجَرّدُ
احْتِمَالٍ يعْبَثُ
بأَوَّارِعطشٍ آَخَرَ …
بَعْضُ الغُيُومِ
حُبْلَى بأَقْدَارِ التُّرَابِ
تعيشُ معهُ
الفرَحَ والحُزنَ
وَذِكْرَيَاتٍ ثقِيلةً
مِن مَواطِنِ الثلج …
جَسدُ البيوتِ
التِي يطُولُ غَرقُهَا
عَاطِلٌ عنِ التَّجذيفِ
يداهُ مكَبّلتان
إلَى سُحُبٍ عَالِيةٍ
تُمشِّطُ السَّمَاءَ
تَشْحَذُ همّةَ النّدى
وتُعلِنُ اسْتقْلالَ
الفَصْلِ عنْ
باقِي قطَراتِ المَطرِ
//ديوان رسول الحب//أحمد بشار الحلاق