ضجّ الفؤادُ هوىً قد كنتُ أخشاهُ
وراحَ ينزو لوصلٍ شاءَ يبغاهُ
يا قلبُ مهلا فمثلي بائد هرمٌ
برى الزمانُ شبابي ثم أعياه
فعد لرشدكَ إنّ العشقَ مَتْلفةً
فيها الجوى وَصَبٌ حتماً ستلقاهُ
والجمْ جموحَ الغيّ معترفاً
لا يملكُ النهرُ تغييراً لمجراهُ
إنّ الحياةَ وميضٌ زائلٌ قَشِعٌ
بل إنه قدرٌ طوعاً سترضاهُ
فقالَ قلبي وبعضُ الغيظِ خالطَهُ:
إنّ الهوى قدري ما عشتُ أحياه
قد شاخَ عقلك بلْ قلْ: إنني خَرِفٌ
نسيتَ ودّاً أنا ما كنتُ أنساهُ
لولا الهوى في غمارِ الصّبِّ يخصبهُ
لكان قفراً رحابي ، جفَّ مسراه
الحبّ عاصفةٌ الله أوجدَها
وما يغيّرُ طبعَ الخلقِ إلاه
———————-
مفردات ربما تحتاج شرحا:
ينزو : نزا قلبه إلى الشيء طمح اليه .
بائد : هَذَا مِنَ العهْدِ البائِدِ : مِنَ العَهْدِ الْمَاضِي الزَّائِلِ
برى : أعلّ وأسقمَ وأهزل وأنحلَ
متلفة : المتلفة – المغارة المقفرة . تلقى فيها الأشياء القديمة
الجوى : اِشْتَدَّ بِهِ الجَوَى : شِدَّةُ العِشْقِ وَمَا يُورِثُهُ مِنْ حُزْنٍ
وَصَبٌ : الوَصَبُ : الوجعُ والمرض – وكذلك الوَصَبُ : التَّعبُ والفتورُ في البدن
الغي : الضلال
قَشِعٌ : القَشِعُ : المتغير الذي لا يثبُتُ على أَمر
غمار : غِمار الحياة : تقلُّباتها ، والغمار ما انخفض من الأرض فاجتمعت فيه مياه الفيض والسيل والمطر .
الصبّ : العشق يخالطه الشوق .